Wednesday, May 21, 2014

لقائي مع المشير

المشهد الأول
رن جرس الباب, وهتف إبني بابا بابا التليفزيون عندنا.
ناديت زوجتي شوفي في ايه لغاية بس ما اخرج من الحمام,
 على عجل انهيت فترة استجمامي في الحمام لاجد طقم المصورين و المعد يتفحصون الصاله و يتشاورون في اماكن تثبيت الكاميرات لاول وهله ايقنت انهم بتوع المسابقات اللي مبقاش ورا زوجتي وأولادي غير الاشتراك فيها أملا في جائزة تسندنا في الايام الغبره دي اللي مفيهاش ولا شغله ولا مشغله,
 نظرة في عين زوجتي وقرأت فيها ما كنت أفكر فيه بالضبط كأنه خاطر و عدى علينا احنا الاتنين وقبل ان ابدأ في الترحيب بهم إذا بالجرس يرن مره أخرى وتفتح زوجتى الباب هذه المره ولكنها لا تتكلم وتصمت وتحركت في هدوء لتضغط على كتفي,
أستدير لاراه باتسامته المعهوده ونظرته التي تعبر عن ثقته بنفسه وبهدوء و سكينة يحدثني ممكن نشرب عندكم الشاي ولا اييه؟؟
مرت من أمامي خواطر كثيرة متوازية و متلاحقه مثل قطارات لعبة صب واي في المستويات المتقدمة وقررت أن أستغل الفرصة ورددت
طبعا تفضل اهلا وسهلا وسط ذهول من ابنائي وزوجتي.
بدأ كلامه ب بسم الله الرحمن الرحيم ما شاء الله ربنا يبارك ويوسع عليكم.
أجبته بابتسامه وتأمين على دعائه وأجلسته على أحد الكراسي وقبل أن نبدأ بالكلام أو نفهم ما الموضوع عاجلنا آذان الظهر فرددنا جميعا ورفع يديه بدعاء الآذان و جاء اقتراحه
 إيه رأيك نصلي الظهر جماعه لعل الله يتقبل منا جميعا؟
صلينا خلفه بعد الحاح مني أن يكون هو الامام من باب إكرام الضيف والحق يقال كانت صلاته متأنيه وفيها هدوء واطمئنان.
ونحن نحتسي الشاي لم استطع إخفاء فضولي و كبت رغبتي في تنفيذ ما أفكر فيه,
 فسألته
 الحقيقة احنا متفاجئين بالزيارة وآخر حاجه كنا نتوقعها و لعلها خير ان شاء الله وتبعت ذلك بابتسامه مصطنعه من باب الادب مع الضيف وجزء من الرهبة
قبل ان يتدخل المعد لشرح الأمر أشار إليه بيديه اليمين أن الزم الصمت و توجه نوحي بابتسامه وبهدوء قال أنا مش عايزك تقلق خالص أنا بس هشرب معاك الشاي وأسمع منك وتسمع مني ودي فرصة أنا بديها لبعض المواطنين من باب سماع صوت الناس بشكل مباشر لإن ده يهمني جدا جدا ده طبعا لو حضرتك تسمح لي بكده وهو يحتفظ بنفس الابتسامه واأضاف إليها رفع أحد الحاجبين وكأنه يضع اختيارا واحدا للإجابه.
قلت له طبعا طبعا على الرحب و السعه, بس ممكن طلب صغير
قال لي اتفضل اتفضل
أبلغته برغبتي في الحديث لدقائق بدون تسجيل كتمهيد للحديث والحقيقة لم يمانع في ذلك.
المشهد الثاني
أنا: سيادة المشير على فكرة إنت مش جدع ولا حاجه
السيسي: نظرة استغراب مع صمت من المفاجأة
أنا: مستطردافي الحديث...بص بقى إنت من الجمالية وأنا من المطرية ومفيش فرق كتير في طريقة التفكير فأنا هكلمك كلام ولاد بلد واحد من المطرية وواحد من الجماليه.
لما كنا بنشوف خناقات العائلات عندنا كانت بتبقى مدابح بس الرجاله كانت تيجي عند الستات و البنات وتحذر شبابهم المتحمس إن اللي هيقرب من أي ست او بنت أو راجل عجوز أو طفل هطلع ديك امه ويترزع القلم المتين ولو طلبت ممكن ياخد رجل في بطنه و يتململ في الأرض ولما الكبير كان بيشوف العيلة المضروبة دخلت بيوتها واتعمل معاها الصح و الستات بدأت تصرخ و صوت العيال الصغيرة ملأ المكان كان بيديأ اوامره للشباب و الرجاله يرجعوا و يتمركزوا في مكان بعيد و عمره ما يمنع دكتور يعالج حد بيموت طالما متأكد أنه مالوش فيها و بيساعد بس.
آخر خناقة فاكرها كانت بين اكبر عيلتين عيلة الغروب وعيلة العياشين وقع فيها شاب من عيله تانيه خالص ومالوش دعوة بالخناقة مجرد انه موجود في مكان الضرب والموضوع ما عداش الا لما العيلتين اللي بيتخانقوا دفعوا ديته واستسمحوا اهله و راحوا العزا كمان مع ان العيلتين كانوا بيرموا الموضوع على بعض بس انت عارف الحق مبيضعش في الاماكن الشعبية بتاعاتنا عشان الدنيا تهدي وعشان ده العرف اللي ماشي واول ناس بتضمن تطبيق ده هما كبار العائلات.
اظن انت فهمت انا بتكلم على ايه؟؟
انت كنت كبير البلد بعد 30/6 ودخلت بالبلد جيش و شرطه خناقه مع شوية بشر من عيلتك ما هما مصريين برده وما اكتفيتش انك تعلمهم الادب ده انت كنت موجود وموافق ورجالتك بيفرتكوا ستات ورجاله و شباب و بيولوعوا فيهم ومنعت حتى الدكاتره يدخلوا ينقذوهم و لما خلصت عليهم مكلفتش خاطرك تدور على المظلوم واللي مالوش في الخناقه وتصالحوا وتدفع ديته وكملت على باقي العيال.
أنا ليا عندك حق ودم وفي رقبتك حق أهلي وأصحابي ماتوا في الخناقه وبعدها وهما بيقولوا رأيهم من غير ما يشيلوا سلاح وحقهم ما رجعش,
تقدر تجيب حقهم و تعوضنا فيهم حتى لو كان ده على رقبتك يا كبير البلد؟
السيسي: إنت مش فاهم الموضوع وباصص له من ناحية واحدة أنا كنت بحمي البل........
أنا: مقاطعا أنا ما بتسبتش يا ريس وفي البداية قلتلك ده حوار بين واحد من المطرية وواحد من الجمالية. من باب وتلت كده أنا ليا عندك حق ودم وفي رقبتك حق أهلي وأصحابي ماتوا في الخناقه وبعدها وهما بيقولوا رأيهم من غير ما يشيلوا سلاح وحقهم ما رجعش, تقدر تجيب حقهم و تعوضنا فيهم حتى لو كان ده على رقبتك؟
هتديني كلمة راجل لراجل إنك هتعمل كده و تعوضنا فيهم حتى لو كان ده على رقبتك يبقى نطلع نتكلم و كمان الغدا يكون جاهز بعد ما نخلص الشغل اللي جايين تعملوه, مش هتديني كلمة يبقى ضيف على حقي اللي عندك حق الشاي ولعلمك كله هيتاخد ذوق عافيه هيتاخد وانت عارف يعني إيه كلام ولاد البلد لما يكون ليهم حق.

المشهد الأخير
أنا ومراتي وولادي متجمعين حوالين بعض ومعانا صورة أخي وزوج أختي عبد الناصر عجاج الذي تم قتله في رابعة  بعد الإصابة بطلقة في الرقبة ولم يجد من يسعفه,
ننظر إليهم بعين واحدة تفلق الحجر بينما يجمعوا أغراضهم وينصرفوا غير مأسوف عليهم.


No comments: