الحلقة الاولى المدير الماسخ
ماذا أعنى بكلمة (ماسخ):
جاءت من مسخ و هو الشىء المطموس الهوية و المعالم او المشوه.
و اسقاط المعنى على كلامى هو ان يصبح الانسان بدون ارادة, بدون ثقة فى نفسه, بدون قدرة على اتخاذ القرار, و بدون معالم محددة .
و كيف يحدث ذلك؟؟!!! هذا هو موضوعى.
هناك صنف من البشر اعطاهم الله بعض القدرات فتفوقوا بها عن مجموعة اخرى مثل الاجتهاد, المعرفة, الصبر, بعد النظر أو القدرة على اتخاذ القرار وهذا الصنف من البشر يستخدم هذه النعم فى ان يتعامل بها مع الاخرين على انها صفات مفقودة فيهم و يظل يضرب على هذا الوتر الى ان يجذب الطرف الاخر فى مداره و يفقده القدرة على السيطرة على نفسه و مشاعره و ايضا يفقده قدراته الشخصية التى هى موجودة فعلا بداخله حتى يصير الاخر مسخا طالما انه يتعامل مع هذا الصنف .
هذا هو تعريف المسخ فى مدونتى و التى سوف اوضحه فى امثلة مختلفة من الحياة قد تستدعى كتابة اكثر من مدونة.
وفى نهاية عرض الموضوع سوف اعرض خطورة هذا الصنف من البشر الذين هم أخطر من بالقنابل الذرية التى القيت على هيروشيما و ناجازاكى حيث ان القنبلة شوهت الشكل الخارجى لكن الانسان لم يتشوه من الداخل واصبح الشعب اليابانى من افضل الشعوب فى الانجاز و التطور.
والان سوف اتعرض للمثال الاول
اولا: فى بيئة العمل (الشركات والمؤسسات):
هناك مديرون من هذا النوع عنده مرض المسخ دائما و تكون هذه هى صفاته:
- دائما يمتنع عن الاشادة باى عمل جيد يقوم به الموظف الا فى الحالات النادرة و اذا حدث يتبعه بتلك الكلمة الغبيه المكونة من حرفين فقط (بس) فلا يمكن ان يكمل المدح بشكل تام و مجرد من الملاحظات.
- دائما يعجبه العمل الذى يقوم به هو بنفسه و ينقل الى الاخرين هذا الشعور بانه يجب ان يقوم بكل شىء بنفسه حتى يتم الامر بشكل جيد حسب رؤيته هو.
- يقلل من اى انجاز يقوم به من هو دونه.
- دائما ينتقد الاداء و لا يعجبه اى شىء.
- يقابل المجاملات بشكل بارد و احيانا بشكل عكسى.
- له نظرات احيانا محبطه احيان تكون تحدى و احيانا استهزاء.
- لا ينتقى الفاظه عندما ينتقد خاصة اذا كان الشىء عكس رغبته.
- يفوض مرؤسيه و يستمتع بوجود اخطاء لديهم عند التقييم.
- يميل الى ان يظهر شكله فى طابع الهدوء و المودة و القرب من الله فهو يستطيع ان يتعامل مع كل انواع البشر.
ما هى النتيجة النهائية ؟؟؟
الموظف يفقد الثقة فى كل ما يفعله و تصبح صفات الموظف هى الآتى:
- التردد فى كل ما يفعله مع هذا المدير فهو دائما يعرف ان هناك خطأ سوف يكتشفه هذا المدير و من كثرة الحرص و التردد طبعا يخطأ.
- عدم القدرة على اتخاذ القرار فهو يعرف ان ما سوف يتخذه من قرارات سوف تكون غير صائبة طبعا.
- فقد جزء كبير من الملكات الشخصية فمثلا تجده يتحدث مع زملائه بطلاقة و يتلعثم امام مديره.
- يحدث ما يشبه بالاعاقة الذهنية المؤقتة فهو يأتى امام هذا المدير و يتوقف عقله عن التفكير تماما.
- ينتابه رغبة السيطرة على من هو دونه مثل اخوته الصغار او زوجته لتعويض النقص فى شخصيته الناتج عما حدث .
- بعد فترة من المعايشة مع هذا المدير يصاب الموظف بحالة من البلادة و تصبح الامور كلها سواسية لديه.
- يتقبل النقض بشكل مستمر و كأنه مدح.
- تلقى صدمات نفسية كثيرة, بسبب الصد الذى يجده من هذا المدير و المشاعر السلبية خاصة اذا احس هذا الموظف انه اجاد فى شىء و يسرع الى مديره لكى يخبره فيقلل طبعا من قيمة ذلك.
- اسعد ا وقاته فى العمل عندما يكون المدير غير موجود.
من المستفيد من هذا:
لا يوجد مستفيد سوى هذا المدير الماسخ الذى يعانى اصلا من ضعف فى شخصيته.
ما هى الخسائر:
- هدم بناء الله الانسان (نفسيا).
- تشويه العلاقات الانسانية عن طريق كثرة الغيبة و الكلام من الخلف و الانتقادات و اظهار العيوب.
- عدم وجود كوادر قادرة على ادارة العمل.
- تكوين عقد نفسية لدى الموظف و اخذ موقف معادى للمجتمع و المتعاملين فيه فى اطار العمل.
واخيرا و ليس اخرا :
- ايها الماسخ انت ضعيف و مريض و عندما تواجه انسان قوى تظهر نقاط ضعفك بوضوح.
- انا متاكد انك سوف تحاسب امام الله يوم القيامة على ما تفعله.
- أنا متأكد ان نوع الادارة الذى تمارسه قد يحقق نجاحات على المستوى المادى وهذا غالبا ما يحدث لكنك لا تساهم ابدا فى بناء انسان او مجتمع على الرغم من انك تتشدق بذلك دائما.
- العنصر البشرى هو اهم عنصر فى اى بناء واى حضارة و هذا العنصر له مفاتيح و متطلبات انت تجهلها تماما و انت ايضا تفكر فى اتجاه اخر.
- حاول تشغل جزء من وقتك فى التفكير فى الموظف بعيدا عن ما تطلبه منه فى العمل فكر فيه كأنسان
- افضل النتائج سوف تحقق اذا احب الموظف ما يعمل و شعر بانتمائه و تقدير انسانيته.
للحديث بقية ان كان فى العمر بقية